بعد نجاح فيلمها السابق القفطان الأزرق، الذي لقي إشادة نقدية وعالمية، تعود المخرجة المغربية مريم التوزاني بفيلم جديد يحمل عنوان Calle Málaga، وهو أول عمل روائي طويل لها باللغة الإسبانية، في تجربة تمزج بين الذاكرة، الحنين، واكتشاف الذات في خريف العمر.
الفيلم، الذي جرى تصويره بالكامل بمدينة طنجة، يشكّل امتدادًا لمسار التوزاني الذي يتميز بحساسية سردية دقيقة وشخصيات تنبض بالهشاشة والقوة في آن. وهو من إنتاج مشترك بين المغرب، فرنسا، إسبانيا، ألمانيا وبلجيكا، ويُعرض لأول مرة عالميًا ضمن قسم Spotlight في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي (الدورة 82)، المرتقب بين 27 أغسطس و6 سبتمبر 2025.
حبكة إنسانية ببطولة نسائية قوية
تدور أحداث الفيلم حول شخصية ماريا أنخيليس، سيدة إسبانية في الرابعة والسبعين من العمر، تؤدي دورها النجمة كارمن ماورا، واحدة من أبرز الوجوه السينمائية الإسبانية. تعيش ماريا منذ أربعة عقود في طنجة بعد وفاة زوجها، إلى أن تُفاجأ بقرار ابنتها كلارا (مارتا إتورا) بيع البيت الذي تقيم فيه. هذا الحدث يُفجّر لدى البطلة رغبة مكبوتة في التشبث بالمكان، واسترجاع ذكريات قديمة، ما يوقظ في نفسها مشاعر جسدية وعاطفية لم تكن تتوقعها في هذا العمر.
طاقم دولي وإنتاج مشترك
يشارك في الفيلم أيضًا الممثل المغربي أحمد بولان، إلى جانب ماريا ألفونسا روسّو وولا يمان، في تشكيلة تجمع بين جيلين ومدارس أداء مختلفة.
العمل حظي بدعم مالي من المركز السينمائي المغربي بقيمة 3.2 مليون درهم، ومنحة من المعهد الإسباني للسينما بـ552 ألف يورو، إلى جانب تمويل من برنامج Eurimages الأوروبي بقيمة 500 ألف يورو.
أما توزيع الفيلم في فرنسا فسيتم عبر شركة Ad Vitam، مع تاريخ إصدار محدد في 18 مارس 2026، بينما تتكلف شركة Films Boutique بتولي مبيعاته الدولية.
رهان على السينما الهادئة
مع Calle Málaga، تؤكد مريم التوزاني رغبتها في الاستمرار داخل فضاء السينما الإنسانية الصامتة التي تترك الأثر دون صراخ. وهي تختار هنا لغة وثقافة جديدتين، دون أن تفقد البعد المتوسطي الذي يطبع أعمالها.
بعد فينيسيا، يرتقب أن يشارك الفيلم في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي ضمن قسم Special Presentations، ما يُمهّد له طريقًا نحو موسم الجوائز، وربما نحو جمهور أوسع يتطلع لأفلام تروي قصصًا شخصية وعميقة بهدوء وصدق.